خطبة الجمعة 17 ديسمبر2021م: لغة القرآن والحفاظ على الهوية، للشيخ طه ممدوح
خطبة الجمعة القادمة 17 ديسمبر 2021م بعنوان : لغةُ القرآنِ والحفاظُ علي الهويةِ ، للشيخ طه ممدوح، بتاريخ 13 جمادي الأولي 1443هـ ، الموافق 17 ديسمبر 2021م.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 17 ديسمبر 2021م بعنوان : لغة القرآن والحفاظ على الهوية ، للشيخ طه ممدوح:
أولاً: فضلُ اللغةِ العربيةِ ومكانتُهَا
ثانياً: اللغةُ العربيةُ هي مفتاحُ التفقهِ في الدينِ
ثالثاً: ضرورةُ الحفاظِ علي الهويةِ
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 17 ديسمبر 2021م ، بعنوان : لغة القرآن والحفاظ على الهوية ، كما يلي:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ العزيزِ: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنّ سيدَّنَا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ وصفيُّهُ من خلقِهِ وخليلُهُ، اللهم صل وسلمْ وباركْ عليه، وعلي آلهِ وصحبهِ، ومن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدين.
وبعــــدُ:
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة
أولاً: فضلُ اللغةِ العربيةِ ومكانتُهَا
لكلِّ أُمَّةٍ شِعَارٌ, وقَد أَنعَمَ اللهُ – تَعالى- على أُمَّةِ العَرَبِ بِأفْصَحِ لِسانٍ، وأَقوى بَيَانٍ، ثُمَّ كانَ تَاجُهَا وفَخَارُهَا مَنْ أوتِيَ جَوَامِعَ الكَلِمِ وهوالقائِلُ “: إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا”، فلقد مَنَّ اللهُ تعالى علينا بأَفضَلِ لُغةٍ في الأكوانِ إنَّها لُغةُ القرآنِ الكَريمِ فهيَ أَسَاسُ الُّلغَةِ وَتَاجُهَا وشِعَارُهَا.
فالُّلغةُ العَرَبِيَّةُ: حَامِلةُ لرِسَالِةِ الإسلامِ، وأدَاةُ لتَبليغِ الوَحيَينِ, مَحفُوظَةٌ بِحفظِ القُرآنِ الكَريمِ، واللهُ تعالى قال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون)[الحجر: 9]، هي لُغَةُ الإعجَازِ الإِلَهيِّ والإبْدَاعِ الأَدَبِي، والعَرَبُ عامَّةً وقُريشٌ خاصَّةً تَعرِفُ قِيمَةَ الُّلغةِ ومَدْلُولاتِهَا ومآلاتِهَا.
واللغةُ العربيةُ هي الوعاءُ الحاملُ للمعاني والثقافاتِ، وهي أحدُ أهمِّ عواملِ تشكيلِ الهويةِ، والتأثيرِ في بناءِ الشخصيةِ، فمَن يتكلمْ لغتين يجمعْ بين ثقافتين، ومَن يتحدثْ ثلاثَ لغاتٍ يجمعْ ثلاثَ ثقافاتٍ، ويقرأْ نتاجَ عقولٍ كثيرةٍ، غيرَ أنّ لغةَ الإنسانِ الأمِّ تظلُّ أحدَ أهمِّ العواملِ في تشكيلِ ثقافتِهِ، فالذي لا يدركُ أسرارَ لغتهِ لا يمكنُ أنْ يدركَ كُنهَ ثقافةِ قومٍ ولا أنْ يسبرَ أغوارَهَا .
ولَمَّا ضَاقتْ قُريشٌ بالقُرآنِ الكريمِ وبأُسلُوبِهِ وبَيَانِه ذْرعاً, طَلَبَتْ من الوليدِ ابنِ المُغيرةِ أنْ يَقولَ في القُرآنِ قَولًا يَبْلُغُ قَومَهُ أنَّهُ كَارِهٌ لَهُ، ومُنكِرٌ لهُ! فقَالَ الوليدُ: وَمَاذَا أَقُولُ فَوَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ لَحَلاَوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاَوَةً، وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلاَهُ, مُغْدِقٌ أَسْفَلُهُ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يُعْلَى وَإِنَّهُ لَيَحْطِمُ مَا تَحْتَهُ!
أسمِعتم هذا الوَصفَ البَليغَ من أهلِ البلاغَةِ والُّلغةِ؟! ألا يَحِقُ لَكم يا عرَبُ أنْ تَفخَروا بِلُغَتِكُم وتُحافِظُوا عليها وَتَذُودُوا عن حِياضِهَا؟! فالقُرآنُ الكَريمُ نَزَلَ بها، فَقَالَ سُبحانَهُ: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) [الشعراء: 192- 195].
وَرَبَطَ -سُبحانَهُ- بينَ الِّلسَانِ العَرَبِيِّ وَبينَ إعمَالِ العَقلِ فَقَالَ تَعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [يوسف: 2] فَبِحمدِ اللهِ تَفَاعَلَ المُسلِمونَ مَعَ القُرآنِ فَأعمَلُوا عُقُولَهُم وأنتَجُوا حَضَارَةً لا تُنكَرُ، وَرَبَطَ اللهُ -تَعالى- بين الُّلغةِ العَرَبِيَّةِ وبينَ الدَّعوةِ إلى العِلمِ، فقال تعالى: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)[فصلت: 2]، فَنَطَقَ بِها المُسلِمُ وغَيرُهُ، وَصَارَتْ اللُّغَةُ ضَرُورَةً في كُلِّ فَنٍّ فَأَلَّفُوا المَعاجِمَ التي سَهَّلتْ لِلنَّاسِ النُّطقَ بِها.
وَجَعلَ -سُبحانَهُ- الُّلغةَ العَرَبِيَّةَ سَبِيلاً إلى العِلمِ والتَّقوى فَقَالَ -سُبحانَهُ-: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [الزمر: 27- 28].
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة
ثانياً: اللغةُ العربيةُ هي مفتاحُ التفقهِ في الدينِ
ولا يُنكرُ أحدٌ أنّهُ لا يمكنُ أنْ نفهمَ دينَنَا فهمًا صحيحًا، ولا أنْ نستقي أحكامَهُ من كتابِ ربِّنَا (عزّ وجلّ ) وسنةِ نبيِّنَا ( صلي اللهُ عليه وسلم ) إلّا بفهمِ لغتِنَا العربيةِ فهمًا دقيقًا، فاللغةُ هي مفتاحُ التفقهِ في الدينِ، حيثُ يقولُ سيدُنَا عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ( رضي اللهُ عنهما ): كنتُ لا أدري ما معني ( فاطرِ السماواتِ والأرضِ ) حتي أتاني أعرابيان يختصمان في بئرٍ، فقال أحدُهُمَا: أنا فطرتُها، أي أبتدأَتُها، بل إنّ الأصوليين والفقهاءَ وغيرَهُم عدُّوا التمكنَ في اللغةِ العربيةِ وأدواتِها أحدَ أهمِّ شروطِ الاجتهادِ، كما لا ينكرُ أحدٌ أنّ عدمَ المعرفةِ باللغةِ العربيةِ ودلالتِهَا ، وعدمَ التعمقِ في فهمِ النصِّ ومعرفةِ ما يتعلقُ بهِ ، والاقتصارَ في العملِ علي الأخذِ بظاهرِهِ دونَ معرفةِ دقائقهِ وأسرارِه يوقعُ في خطأٍ جسيمٍ ،وقد يصلُ الحالُ بصاحبِهِ إلي الفهمِ الخاطئِ الذي يؤدِي إلي استباحةِ الدماءِ ، ولذلك فإنّ فهمَ الكتابِ والسنةِ فرضٌ واجبٌ ، وهو لا يتمّ إلّا بتعلمِ اللغةِ العربيةِ ، ومالا يتمُّ الواجبُ إلا بهِ فهو واجبٌ ، وكان سيدُنَا عمرُ بنُ الخطابِ ( رضي اللهُ عنه ) يقولُ : تعلمُوا العربيةَ فإنّهَا من دينِكُم ، ومرَّ ( رضي اللهُ عنه ) علي قومٍ يتعلمُون الرميَ فيخطئُون ، فلامَهُم علي ذلك فقالوا : “إنّا قومٌ متعلمين ” بنصبِ ما حقُّهُ الرفعُ ، فقال ( رضي اللهُ عنه ) : لخطؤُكُم في لسانِكُم أشدُّ عليَّ من خطئِكُم في رميِكُم ، ويقولُ عبدُ الملكِ بنُ مروان ( رحمه اللهُ ) : أصلحوا ألسنَتَكُم ، فإنّ المرءَ تنوبُهُ النائبَةُ فيستعيرُ الثوبَ والدابةَ ، ولا يمكنهُ أنْ يستعيرَ اللسانَ ، وجمالُ الرجلِ فصاحتُهُ .
فهي الوسيلةُ إلى الوصولِ إلى أسرارِهِمَا، وفهمِ دقائقهِمَا، وارتباطُ اللغةِ العربيةِ بهذا الكتابِ المُنَزَّلِ المحفوظِ جعلَها محفوظةً ما دامَ محفوظًا، فارتباطُ اللغةِ العربيةِ بالقرآنِ الكريمِ كان سببًا في بقائِهَا وانتشارِهَا، حتى قِيل: لولا القرآنُ ما كانت عربيةٌ، ولهذا السببِ عَنِيَ السَّلفُ بعلومِ اللغةِ العربيةِ، وحثُّوا على تعلمِهَا، والنَّهلِ من عبابِهَا، وإليك بعضُ أقوالِهِم التي تدلُّ على أهميةِ العربية:ِ1ـ يقولُ عمرُ بنُ الخطابِ – رضي اللهُ عنه -: “تعلَّموا العربيةَ؛ فإنها من دينِكُم، وتعلَّمُوا الفرائضَ؛ فإنّها مِن ديِنِكُم”، 2ـ وكتبَ عمرُ إلى أبي موسى الأشعريِّ – رضي اللهُ عنهما -: “أمَّا بعدُ، فتفقهُوا في السنةِ، وتفقهُوا في العربيةِ، وأَعْرِبُوا القرآنَ فإنّه عربيٌّ”، وفي توجيهِ عمرَ هذا أمران:الأولُ: الدعوةُ إلى فقهِ العربيةِ، والثاني: الدعوةُ إلى فقهِ الشَّريعةِ.
بل إنَّ اللغةَ العربيةَ والمحافظةَ عليها مِن الدينِ، وهي خصيصةٌ عظيمةٌ لهذه الأمةِ، ويقولُ السيوطيُّ׃ “ولا شكَّ أنَّ علمَ اللغةِ من الدينِ؛ لأنَّه من الفروضِ الكفاياتِ، وبه تُعرفُ معاني ألفاظِ القرآنِ والسنةِ”.
فالعلاقةُ بين الدينِ واللغةِ من جهةٍ والهويّةِ من جهةٍ أخرى علاقةٌ وثيقةٌ لا يمكنُ الفصلُ بينها بأيِّ شكلٍ من الأشكالِ، ومن هنا فيجبُ على كلِّ مسلمٍ أنْ يزوّدَ نفسَهُ بالثقافةِ العربيةِ والإسلاميّةِ، وأنْ يكونَ ملمّاً بأهمّ مصادرِهَا، ويعلمَ أنّ تدينَهُ وثقافتَهُ هما أساسُ هويتِهِ وانتمائِهِ، وهما الأداةُ الأساسيّةُ لإقناعِ الآخرِ والتأثيرِ بهِ. وأنْ يتفطّنَ كلُّ مسلمٍ إلى أنّ هويتَهُ – المرتبطةَ بدينهِ ولغتهِ – تواجِهُ أشرسَ هجمةٍ في عصرِ العولمةِ.
********
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ علي أشرفِ الخلقِ سيدِنَا محمدٍ وآلِهِ وصحبِهِ أجمعين .
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة
ثالثاً: ضرورةُ الحفاظِ علي الهويةِ
تحتفي الأممُ قاطبةً بلغاتِهَا، ومن هنا يمكنُ أنْ نعدَّ عنصرَ اللغةِ الأكثرَ أهميةً من عناصرِ الهُويّةِ – والأكثرَ عرضةً للخطرِ أيضًا خاصّةً في ظلِّ عصرِ العولمةِ والانفتاحِ على الآخرِ دون حدودٍ.
وحريٌّ بنا أبناءَ العربيةِ إعطاءَ مسألةَ الحفاظِ على اللغةِ العربيةِ عنايةً خاصّةً، كيف لا وقد جاءَ في الذكرِ الحكيمِ : (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) (الشعراء: 192ـ 195)، وقد جاءَ في كتبِ التّراثِ عن ابنِ الخطّابِ عمرَ رضي اللهُ عنه أنّه قال :”لا يقرأُ القرآنَ إلا عالمُ لغةٍ”، وذهبَ السلفُ الصالحُ رضوانُ اللهِ عليهم إلى أنّ «الإقبالَ على تفهمِهَا (اللغةِ العربيةِ) من الديانةِ، إذ هي أداةُ العلمِ، ومفتاحُ التفقّهِ في الدينِ. ورحمَ اللهُ الرافعيَّ حيثُ يقولُ: “ما ذلّتْ لغةُ قومٍ إلا ذلّوا، ولا انحطتْ إلا كان أمرُهُم في ذهابٍ وإدبار”.
فاللغةُ تُعدُّ مكوناً أساسياً في بنيةِ الهُوِيّةِ الوطنيّةِ لأيِّ مجتمعٍ من المجتمعاتِ. فهي التي تميّزُ الإنسانَ عن غيرهِ مِن المخلوقاتِ، وهي وسيلتُهُ للتعبيرِ عن المشاعرِ والأحاسيسِ والحاجاتِ، بالإضافةِ إلى أنّها وعاءُ التفكيرِ لديهِ. واللغةُ أيضاً من أهمِّ ما يميزُ أمةً عن غيرِهَا من الأممِ الأخرى، فهي بمثابةِ جوازُ السفرِ أو الوثيقةُ التي يحملُهَا الفردُ أينما رحلَ وحلَّ، ويقولُ الفيلسوفُ (فيخته) «إنّ الذين يتكلمون بلغةٍ واحدةٍ يشكّلون كيانًا واحدًا متكاملًا بروابطَ متينةٍ وإنْ تكن غيرَ مرئيةٍ». فالإنسانُ لا يُعرفُ من خلالِ ملبسهِ أو مأكلهِ فقط، بل من خلالِ أهمِّ مكونٍ للهُويّةِ وهو اللسانُ.
فاللغةُ العربيةُ مصدرُ عزٍّ للأمةِ ،لا بدَّ من النظرِ إلى اللغةِ العربيةِ على أنّها لغةُ القرآنِ الكريمِ والسنةِ المطهرةِ، ولغةُ التشريعِ الإسلاميَّ، بحيثُ يكونُ الاعتزازُ بها اعتزازًا بالإسلامِ، وتراثِه الحضاريِّ العظيمِ، فهي عنصرٌ أساسيٌّ من مقوماتِ الأمةِ الإسلاميةِ والشخصيةِ الإسلاميةِ، والنظرُ إليها على أنّها وعاءٌ للمعرفةِ والثقافةِ بكلِّ جوانِبِهَا، ولا تكونُ مجردَ مادةٍ مستقلةٍ بذاتِهَا للدراسةِ؛ لأنَّ الأمَّةَ التي تهملُ لغتَهَا أمةٌ تحتقرُ نفسَهَا، وتفرضُ على نفسِها التبعيةَ الثقافيةَ.
فما أحوجنَا إلي اليقظةِ والمقاومةِ لكلِّ محاولاتِ تذويبِ الهويةِ ، والعملِ الجادِّ علي تقويةِ مناعتِنَا الحضاريةِ في مواجهةِ التجريفِ العاتيةِ ،من خلالِ الاحتفاءِ بلغةِ القرآنِ والعنايةِ بها ،فهي مفتاحُ هويتِنَا، والاعتززازُ بها اعتزازٌ بالهويةِ، وخدمتُهَا خدمةٌ للدينِ والوطنِ .
اللهم احفظْ مصرَ مِن كلِّ سوءٍ وسائرَ بلادِ العالمين
الدعاء،،،،، وأقم الصلاة ،،،،،
كتبه: طه ممدوح عبد الوهاب
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف